19 - 05 - 2025

عجاجيات | أمنيات لمن يقول للشيء كن فيكون

عجاجيات | أمنيات لمن يقول للشيء كن فيكون

أعلم تمام العلم أن البون شاسع بين الأمانى والحقائق على الأرض.. وأعلم تمام العلم أن المسافة شاسعة بين ما يتمناه الإنسان وما يمكن أن يراه متحققا بالفعل.. ولكن ولم لا؟ دعونى أتمنى وأحلم وأرجو الله أن يغير أحوالنا، خاصة وأكرم الشهور التى خصها الله بليلة خير من ألف شهر أصبح على مرمى البصر.

أفكر كثيرا وعيون القلب تبكي حال أهلنا فى غزة كيف سيصومون؟ وهل سيتوافر لهم طعام للسحور.. وهل سيتوافر لهم طعام للإفطار.. هل سيتمكنون من أداء صلاة القيام فى سكينة وهدوء وأمان.. هل ستتوقف الطائرات الإسرائيلية عن قصفهم بالقنابل الثقيلة؟ وهل ستتوقف الدبابات والجرافات الإسرائيلية عن هدم ما تبقى من أطلال بيوتهم.. وهل سينعم ملايين المسلمين فى مشارق الأرض ومغاربها بسحورهم وفطورهم وأطفال ونساء وشيوخ ورجال وشباب غزة يتضورون جوعا.. هل سيكتفى ملايين المسلمين بالدموع التى سيذرفونها وهم يرفعون أكف الضراعة إلى الله فى صلاة القيام بأن ينصر إخوانهم فى فلسطين ويرد المسجد الاقصى السليب.. أتمنى وأدعو الله أن يصحو ضمير العالم وتتوقف الإبادة الجماعية ضد أهلنا فى غزة قبل حلول شهر رمضان المبارك.

وأتمنى وأدعو الله أن تعود الطوائف المتقاتلة فى السودان إلى رشدها وأن تفيء إلى أمر الله وأن يسعى كل المخلصين العرب إلى إصلاح ذات البين فى السودان حتى ينعم الشعب السودانى الشقيق بالأمن والأمان فى شهر رمضان وحتى تجهز البيوت والأسر السودانية المشروب الرمضانى المفضل (حلو مر) ليحل محل المر الذي تعيشه بسبب صراع أحمق بلا ضمير وبلا حكمة.

وأتمنى أن يسارع رجال الأعمال الذين كونوا ثروات هائلة خلال العقد الاخير بفضل مشاركتهم في المشاريع القومية العملاقة - والتى عبر عنها فخامة الرئيس عبدالفتاح السيسى فى إحدي المناسبات عندما قال المليارات أصبحت مثل ورق الكوتشينة - بأن يفيضوا على إخوانهم الفقراء ورقيقى مما رزقهم به الله.. أتمنى ألا يخلو أى حي فى مدينة أو قرية من مائدة رحمن توفر الإفطار الكريم للمحتاجين والمتعففين وعابري السبيل.. وأتمنى أن يستقبل رجال الأعمال والتجار شهر رمضان المبارك بمبادرة تقربهم إلى الله بخفض أسعار السلع والمنتجات والخدمات ولو من قبيل الاعتراف بفضل الله عليهم وحتى يبارك لهم في أرزاقهم.

وانطلاقا من ثقتى الشديدة فى إنسانية فخامة الرئيس عبدالفتاح السيسى والتى لمستها من حنوه الشديد على الأطفال خاصة من أبناء الشهداء واهتمامه الشديد بالنساء خاصة الأمهات والجدات من كبار السن.. أقول انطلاقا من ثقتي فى إنسانية فخامة الرئيس، ولعلمى بأنه يدرك تماما أن الإنسانية لا تتجزأ وأن قلب الانسان يسع العالم كله، فإننى وبكل الاحترام  وبكل الرجاء أدعو فخامة الرئيس السيسى إلى تصفير السجون قبل شهر رمضان المبارك أو بالأحري إطلاق سراح كل من لم تثبت إدانته بحكم بات ونهائي بإراقة الدماء.. فخامة الرئيس ستحظى بدعوات صالحات من أمهات وجدات وآباء وشيوخ.. وستسعد زوجات وستسعد أمهات وستعيد الحياة والبسمة لأطفال حرموا من آبائهم وجدودهم.. فخامة الرئيس توكل على الله وستري الخير الكثير، فالإفراج عن ألف يشتبه فى ارتكابهم جرائم خير من الإبقاء على بريء أو مظلوم واحد فى غيابات السجن.. ولك فخامة الرئيس أن تتخذ من الإجراءات الاحترازية ما تراه، مثل وضع المفرج عنهم تحت الإقامة الجبرية وتحت الملاحظة الأمنية، المهم أن تسعد مئات الأسر المصرية وتلم شملها فى هذه الأيام الطيبة المباركة التى نسميها نحن أبناء الشعب بالأيام المفترجة.

وللتوضيح وحتى يحظي طلبى بقبول حسن، أوضح أننى ولله الحمد ليس لى أقارب حتى الدرجة العاشرة بل والثلاثين من السجناء.. كما أوضح أننى طوال حياتي لم أنتم لأي حزب أو أي تيار أو أي جماعة.. وأن انتمائي منذ أن وعيت على الدنيا لأسرتى وعائلتى وقريتى سندبسط زفتى غربية وحارتى القاهرية حارة السقايين عابدين وكليتى الاقتصاد والعلوم السياسية ولسريتى سرية إدارة النيران باللواء ٨٥ مدفعية وللأماكن التى عملت بها فى الإذاعة المصرية وصحيفة المساء وبيتى الذى قضيت فيه معظم سنوات عمري وهو الهيئة العامة للاستعلامات التى شرفتنى بإيفادى مستشارا ورئيسا للمكتب الإعلامى بسفارة مصر بالجزائر ثم فى سفارة مصر بدولة الإمارات، والتى رشحتنى للعمل نصف الوقت فى المكتب الإعلامى لرئيس مجلس الوزراء فى عهد الدكتور عاطف عبيد رحمه الله، وكلفتنى بأرفع المناصب وآخرها نائب رئيس قطاع الإعلام الخارجى.. أما أعظم انتماء أزهو وافخر به فهو انتمائي لمصر التى كرمها الله سبحانه وتعالى وقرن اسمها بالكرم والأمان والخيرات والجنان والأنهار.
-----------------------------------
بقلم: عبدالغني عجاج

مقالات اخرى للكاتب

عجاجيات | إضراب عن الحكمة !